زلمة | معرض رقميّ

 

يغوص المعرض الفرديّ لمهدي براغيثي "زلمة" في مفاهيم الجسد، والبيت، والحياة اليوميّة؛ من خلال التلاعب في صور ونصوص جاهزة. أعماله القديمة منها والحديثة، أُنتجت في فلسطين وفرنسا ولبنان، وتتنوّع في الشكل؛ فمنها العروض الأدائيّة والتركيبيّة والكولاج، الّتي تركّز جميعًا على مواضيع محدّدة، تتشابك وتتفكّك فيها صورة الرجل العربيّ، في الثقافة الشعبيّة والوطنيّة والدينيّة.

يستكشف براغيثي تموضع جسد الرجل والإسقاطات الجندريّة عليه؛ من خلال التأطيرات الاجتماعيّة والسياسيّة النمطيّة، الّتي باتت جزءًا لا يتجزّأ من الجسد، وأصبحت تفرض تعريفات الرجولة، والشكل المقبول من الذكوريّة في المجتمع.

يستخدم الفنّان جسده، وصورًا أعاد تدويرها، تتخلّلها عناصر خياليّة من الثقافة الشعبيّة، والحرفيّة، والذوق الرديء، يستقيها من شبكات التواصل الاجتماعيّ، ويحوّرها لتجسّد وتخلق بعناية حالات معيّنة، مستخدمًا هذا الأسلوب طريقةً للتحقيق في الصور النمطيّة في هذه الأعمال ومساءلتها.

إنّ سلسلة لوحات الكولاج والأعمال التركيبيّة الّتي ينتجها براغيثي، تصبح مع بعضها بعضًا سياقًا يكسر الأبويّة، ويمنح نقطة مرور للتفكيك النقديّ لكيفيّة إدراك الجسد الذكوريّ.

إلى جانب تجميل الأجساد والسيناريوهات المختلفة وزخرفتها، الّتي يُسقطها عليها من ورود وشرائط دانتيل، يجمع براغيثي صورًا مفرّغة من الأيقونات المحلّيّة، والأشخاص بلا وجوه، وينتجها، ويثبّتها على خلفيّات بيضاء، لينتج تأثيرات غير شخصيّة، تبرز وتتأكّد من خلال عزلها عن محيطها؛ وهنا ينقلنا المعرض إلى فضاء فيه كثير من المناورة، وتحدّده الثقافة الشعبيّة المحلّيّة، والتلاعب التقنيّ، والصور الخياليّة.

 

تنشر فُسْحَة-ثقافيّة فلسطينيّة بعضًا من أعمال هذا المعرض.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مهدي براغيثي

 

 

فنّان بصريّ فلسطينيّ، وُلد في رام الله عام 1991. تتميّز أعماله الفنّيّة بتنوّعها من حيث الموادّ والشكل؛ فيقدّم العروض الأدائيّة والأعمال التركيبيّة والكولاج، في أعماله الّتي يستكشف من خلالها التمثيلات الذكوريّة ويفكّكها، وتلك المرتبطة بالجسم الذكوريّ في المجتمعات العربيّة بعامّة، بتركيز على السياق الفلسطينيّ الّذي يعيش فيه.